ـ(431)ـ لهذا الظلم، وأن يسعوا من أجل سعادة الملايين من الناس» (الحكومة الإسلامية ـ ص 37). ولذلك فإن مسؤولية علماء المسلمين اليوم؛ هي مواصلة رسالة الإسلام الإنسانية الأخلاقية العالمية، وذلك بإرساء الفضائل وإشاعتها، ونبذ الرذائل ومحاربتها. ? كما ان من واجب علماء المسلمين، ان يبلغوا دعوة الإسلام إلى الناس أجمعين، ليسعد بها المؤمنون، ويستظل بظلها الخلق أجمعون. وقد أمر الله ـ تبارك اسمه ـ نبيه الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ بذلك بقوله: ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ?(المائدة67) وعلماء المسلمين هم ورثة نبيهم وذلك فإن واجبهم ان يبلغوا دعوته، ويواصلوا رسالته. ? ان علماء المسلمين اليوم؛ هم الأمة التي عناها الله جل شأنه بقوله: ?وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(آل عمران104). فيجب على علماء المسلمين ان يقتدوا برسولهم الأمين ـ صلى الله عليه وآله ـ، في الدعوة إلى الله والصدع بأمره مهما تكن المعوقات، كما ان عليهم ان يتحملوا النتائج مهما تكن التحديات. فهم ورثة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ الذي قال الله لـه: ? فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ?(الحجر 94). ? ان تقاعس علماء المسلمين اليوم عن تحمل مسؤولياتهم، هو الذي جرأ الظلمة في المجتمعات المختلفة على العبث بحريات الناس، والاعتداء على أرواحهم وممتلكاتهم. فأين هم العلماء المخلصون:?الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا?(الأحزاب 39). ? وقد نعى الله على الأحبار والرهبان من علماء بني إسرائيل، الذين تقاعسوا عن الدعوة إلى الله، وهم يرون الكثيرين من قومهم، يقترفون الآثام