ـ(429)ـ ? امن الناس في الإسلام من غاياته الأساسية، حتى لا يفزعوا من ظلم الظالمين، واعتداء المعتدين. والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، وشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، من تركه الناس اتقاء شره. ? ومن مظاهر إنسانية الإسلام ورفضه الظلم، ان الله قد شرع الثورة على الظالمين، وأوشك أن ينزل عقابه الأليم على المتخاذلين والمتقاعسين ـ كما قر ذلك رسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ بقوله: «ان الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه» (رواه الترمذي). ? إصلاح المجتمع الإنساني، ووقايته من الفساد الحكومي والإداري والمالي والاجتماعي والتربوي والأخلاقي، من أهم مقاصد التشريع الإسلامي وذلك تنفيذا لأمر الله ـ جل شأنه، الذي تكرر في كتابه الكريم: ?وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ? (البقرة 60 والأعراف 74 وهود 85 وغيرها). ? كبح جماح الظالمين، ورفع الظلم عن المظلومين، وشكم المتكبرين والمتغطرسين والمتعالين، مما يحرص الإسلام عليه، ويجعله نصب عينيه. ? الرشوه والغش والتزييف والربا، وأكل أموال الناس بالباطل، والتجارة فيما يضرهم، وكذلك الفساد الخلقي، و التبذل والانحلال، ومعاقرة المسكرات والمخدرات، واقتناص المحرمات من الشهوات، كل هذه المباذل مرفوضة في المنهج الإسلامي، لأنها ألوان من الفساد الذي يعلن الإسلام الحرب عليه بقول رب العالمين: ? وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ?(القصص 77). ? تشريعات الإسلام ربانية المصدر، إنسانية الفائدة. وهي تستقى من قناتين أساسيتين، وثلاث قنوات تنبع منهما، اما القناتان الأساسيتان؛ فهما كتاب الله رب العالمين، وسنة نبيه الأمين ـ صلى الله عليه وآله ـ وفي الأولى يقول سبحانه وتعالى: ? إِنَّ هَذَا