ـ(428)ـ فتح مكة ـ: «أيها الناس؛ كلكم من آدم، وآدم من تراب. لا فخر للعربي على العجمي، ولا للعجمي على العربي، ان أكرمكم عند الله اتقاكم» (الإمام المودودي ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 280). ? ان المساواة بين الناس في الإسلام - كما حددها منهجه وكما طبقها رجاله - أذهلت الأصدقاء والأعداء على حد سواء. ? إقرار كرامة مميزة للإنسان، وتفضيله على بقية المخلوقات، من مظاهر إنسانية الإسلام. قال تعالى: ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً? (الإسراء70). والإنسانية - في هذه الآية - ظاهرة ظهور الشمس في وضح النهار، فالتكريم الرباني شامل للعنصر الآدمي كله، عربه وعجمه، أبيضه وأسود، بل حتى مؤمنه وكافره. ? ومن إنسانية الإسلام رفض الظلم الذي قد يقع من بعض الناس على بعضهم الآخر، حتى لا تهدر للناس كرامتهم، أو تهان إنسانيتهم. جاء في الحديث القدسي: «يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا» (متفق عليه). وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة». (رواه مسلم). ? استضعاف الناس والتعالي والاستقواء عليهم، لون من الظلم الشديد، لأنه يقطع أوصال المجتمع، ويجعل من أهله شيعا وأحزابا، يبغي بعضهم على بعض، ويتجرع بعضهم بأس بعض. وفي مقدمة الظلمة التاريخيين فرعون الذي استمرأ الظلم، وهامان الذي أيده فيه، وتعاون معه عليه. قد جعلهما الله في عداد المجرمين بقوله: ?إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ?(القصص 8).