ـ(419)ـ الحسنة. وقد شدد الله ـ جل شأنه ـ على هذا الأمر في مواطن كثيرة من كتابه الكريم، ليترك للناس حرية الاختيار دون أي ضغط من أحد. وفي ذلك يقول ـ سبحانه وتعالى ـ وهو يخاطب رسوله الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ: ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ?(يونس 99)، بل ان الله جل شأنه يأمر نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ بنجدة من يستنجد به وإجارة من يستجيره من المشركين تنفيذا لذلك المنهج الكريم:?وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ?(التوبة 6). أين ـ في غير المنهج الإسلامي ـ احترام الآخرين ونجدة المخالفين وتامين الخائفين من أصحاب الرأي الآخر؟ ان ممارسات الصليبيين والصهاينة والشيوعيين، وكل أصحاب المعتقدات من غير المسلمين ـ تبرز ما غرسته تلك المعتقدات في نفوسهم من الحقد والبغض والعدوان. وأحوال المسلمين في الهند أو في روسيا أو في الصين، لا تنم عن احترام للإنسانية، أو توفير للآدمية، أو اعتراف بحقوق الآخرين. أما تعامل الغرب بصفة عامة مع المسلمين، فهو التعامل الذي نراه في الغابات، بين الوحوش الضاريات، وبين بقية المخلوقات. ان الإسلام ـ فقط ـ هو رمز التسامح الديني، وهو رمز حب التعايش الاجتماعي، وهو رمز الإنسانية التي تحب الخير للناس أجمعين، وتعترف بحقوق الآخرين، ولو كانوا مخالفين أو حتى مشركين.