ـ(418)ـ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ?(النحل 125). فإذا آمنوا فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإذا لم يؤمنوا فذلك شأنهم، إذ: ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ?(البقرة 256). وحذر الله ـ جل شأنه ـ رسوله الأمين ـ صلى الله عليه وآله ـ من التدخل فيما بين الله وعباده الذين لم يؤمنوا إلا بتمني الهداية لهم أو ما إليه، اما نهايتهم ومجازاة الله لهم، فليس للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في ذلك من شيء رغم انحرافهم وظلمهم لأنفسهم أو للناس. فعن انس رضي الله عنه ان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كسرت رباعيته يوم أُحد، فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله ؟! فأنزل الله عز وجل: ?لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ_ وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ?(آل عمران 128 ـ 129). ان الإيمان أو الكفر، على ما فيه من حرية للإنسان إلا انه مرتبط بمشيئة الله، ولذلك فليس لأحد ان يعتدي على أحد بسبب كفره ـ قد تبين الرشد من الغي ـ وعلى الدعاة ان يدعوا الناس إلى الهداية، وليس عليهم ان يحاسبوهم على شركهم أو كفرهم فذلك أمر متروك لرب العالمين، وليس لغيره من المؤمنين ولا حتى لأحد من المرسلين بمن فيهم سيد الخلق أجمعين الذي قال الله لـه: ?وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ?(الأنعام 107). ان مسألة الكفر والإيمان مسألة حساسة، ويجب ان يكون التعالم معها، باحتراس شديد وحساسية تامة، فمن آمن واصلح فقد حصن نفسه واحترس لدينه. وعليه بعد ذلك ان يلتزم أوامر الله في الدعوة إليه بالحكمة والموعظة