ـ(415)ـ جاء الإسلام نفسه من ذات المشكاة التي جاءت منها تلك الرسالات. فالمصدر واحد وهو رب العالمين، والهدف واحد وهو هداية الناس أجمعين، وصدق رب العالمين وهو يبين ذلك بقوله: ?إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا?(النساء 163)، ثم يؤكد الله ذلك بقوله:?شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ?(الشورى 13). وترسيخا لهذا الاعتراف في نفوس اتباع المنهج الإسلامي يقول رب العالمين: ?وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? (يونس 47). أما النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فيغرس في نفوس المسلمين حب الرسل الاقدمين، والاعتراف بما جاءوا به من الحق، وذلك بقوله فيما أخرجه البخاري ومسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضوع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا تلك اللبنة، وأنا خاتم النبيين». ويزيد القرآن الكريم على ذلك بأن يوجه اتباع المنهج إلى التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى، ويربيهم على ذلك بقوله: ? الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ