ـ(414)ـ والأديان السماوية، بل واشتراطه على اتباعه الإيمان بها. يقول رب العالمين: ?الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ_ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ? (البقرة 3 ـ 4). وليس ذلك متروكا لاختيار المؤمنين ولكنه فرض عليهم أجمعين. قال رب العالمين «جل شأنه»: ?قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?(البقرة 136). وهذا اعتراف كامل بالأديان والكتب السماوية السابقة، وتكريم واف لأنبياء الله السابقين، صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، ويتكرر معنى الآية ومحتوياتها وتعليماتها، ولكنها موجهة مباشرة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ نفسه:?قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?(آل عمران 84). وهناك إلى جانب الاعتراف بالديانات السابقة والأنبياء السابقين، تنويه واضح بالمساواة بينهم في الحب والتقدير والإكرام، يقول سبحانه وتعالى:?آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ?(البقرة 285) وفي الآية الكريمة امتداح واضح لما قام به النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والذين آمنوا معه، من الاعتراف بالأديان السابقة، والإيمان بالرسل السابقين، وعدم التفريق بينهم في التبجيل والإجلال. وكيف يقبل الإسلام التفريق بين الرسل السابقين، أو إنكار رسالاتهم وقد