ـ(416)ـ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ?(المائدة 5)، بل ويطلب إليهم برهم والإحسان إليهم، ماداموا غير محاربين ولا معادين. يقول رب العالمين: ?لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين? (الممتحنة8) وحتى إذا كانوا محاربين، ثم جنحوا للسلم من غير عدوان على المسلمين، أو انتقاص من حقوقهم، أو تعد على أراضيهم، فعلى المسلمين ان يستجيبوا لتلك الدعوة، وان يجنحوا للسلم الذي جنح إليه الآخرون. يقول رب العالمين: ? وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (الأنفال61) وليس المقصود بذلك هذا السلام الأعرج الذي يدعو إليه الصهاينة والأمريكان اليوم. وهم يحتلون أرض المسلمين ويستترفون خيراتهم ويدنسون مقدساتهم في فلسطين وفي غير فلسطين. ثم يدعون العرب والمسلمين إلى السلام. فهذه اذا دعوة مرفوضة، حتى يرحل القوم عن أرضنا، ويكفوا عدوانهم عن أهلنا وشعوبنا. ومن الاعتراف بالأديان السابقة، واحترام رسل الله الاكرمين الأقدمين، ان سوى المنهج الإسلامي بين المؤمنين من اتباع الرسل، ولم يفضل منهم اتباع أحد على أحد، فلكل جزاؤه ونتاج عمله، ?وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون?(الأنعام 48) ومن ذلك أيضاً إقرار الله جل شأنه بأنه ـ كمال انزل القرآن الكريم ـ كان قد انزل التوراة والإنجيل، وهي لفتة مقصودة، ليربي المؤمنين على الاعتراف باديان الآخرين. اما ما وصلت إليه تلك الكتب السماوية من التحريف والتزييف والزيادة