ـ(412)ـ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ?(الشورى 42). حقوق الأمم والشعوب في المنهج الإسلامي ـ إذن ـ مكفولة بقوة القانون الذي حدّدته آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي العظيم ـ صلى الله عليه وآله ـ ولعل من حرص المنهج الإسلامي على ذلك، تشدده في حفظ الحقوق، وعدم الاجتراء عليها. يقول رب العالمين: ?وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ?(الشعراء 183). وإذا كان في ذلك أمر الهي بالحفاظ على ممتلكات الناس واشياءهم، فهنالك أمر الهي للمؤمنين بالمنهج الإسلامي، الحريصين على تطبيقه وتنفيذه ـ بضرورة الحفاظ على العهود التي يقطعونها للناس، حفاظا على حقوقهم التي يضمنها المنهج الإسلامي يقول سبحانه وتعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ?(أول سورة المائدة). ثم ان حرص الإسلام على حفظ حقوق الأفراد، هو مظهر من مظاهر الحرص على حقوق الأمم والشعوب. وقد تنوعت مظاهر حرص الإسلام على حفظ حقوق الأفراد، ومن ذلك حفظ الدماء والأموال والأعراض التي عرض لها هذا البحث بما تستحق في حينه. ونكتفي هنا بالتذكير بقول الله جل شأنه: ?وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ_ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ_ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ_ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ _ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ _يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ?(المطففين 1 ـ 6). ان حرص الإسلام على حفظ حقوق الأفراد، اقتضى هذا التهديد الإلهي المرعب، كما يبدو من هذه الآيات الكريمات، فإذا كان ذلك في مجال التعامل