ـ(411)ـ أيضاً بلا تفريق أو تمييز. فإذا استمعنا إلى قول رب العالمين: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ?(البقرة 186) أحسسنا بلمسات ربانية حانية رقيقة، موجهة إلى جميع خلق الله ـ من بني آدم ـ من غير تمييز، وذلك بنسبتهم إلى ربهم، واستجابته السريعة لدعوة من يدعوه منهم. ان المساواة بين الناس هي إقرار لإنسانيتهم، وحفظ لكرامتهم. ولذلك فقد جعلها المنهج الإسلامي فرضا مما افترض على أبنائه، وقاعدة مهمة في بنائه. قال رب العالمين؛ ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ?(النحل 90). فالعدل والإحسان مفروضان، والظلم والعدوان مرفوضان، كما يبرز بوضوح من هذه الآية الكريمة. ومن المساواة الإشارة بأصل الناس الواحد، وان تفرقهم إلى أمم وشعوب لا يلغي حقوقهم في المساواة، فالهدف من ذلك هو التعارف لا التمايز، لأن التمايز إنّما يكون بتقوى الله وخدمة عباد الله. قال رب العالمين: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(الحجرات 13). ومن إقرار حقوق الناس ـ بمختلف أممهم وشعوبهم ـ رفض التكبر عليهم. فإن التكبر والاستعلاء والاستقواء يستتبع الانتقاص من حقوق الآخرين أو العدوان عليهم. وقد حذر المنهج الإسلامي من ذلك اشد التحذير حين حرم الجنة على المتكبرين والمتعالين والمتغطرسين قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (رواه مسلم). واما المعتدون؛ فإن القرآن الكريم يتوعدهم بالعذاب الأليم، وذلك بقول الله جل شأنه:?إِنَّمَا السَّبِيلُ