ـ(409)ـ الأمين ـ صلى الله عليه وآله ـ، يجب ان يجد طريقه إلى الناس، فإن فيه رحمة الله بهم، وموعظته إليهم، وهداه الذي تفضل به عليهم. وعلماء المسلمين في هذه الأيام هم الذين يجب ان يحملوا تلك الرسالة، ويؤدوا تلك الأمانة. وعليهم ألا يختصوا بها أحدا دون أحد من الناس، بل عليهم ان يشملوا بها جميع البشر. وتلك هي اللمسات الإنسانية الحانية في المنهج الإسلامي، الذي حمله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بأمر الله جل شأنه إلى الناس أجمعين ـ ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ?(الأنبياء 107). 9 ـ إقرار الحقوق لكل الأمم والشعوب، هو منهج إسلامي ثابت: هناك فرق شاسع وبون واسع، بين جور الأديان وعدل الإسلام، وبين ضيق الدنيا وسعة الدنيا والآخرة، وبين عبادة العباد وعبادة رب العباد. فالأولى منهج الأديان التي حرفها الشياطين من اتباعها، ومنهج المعتقدات الوضعية والقوانين الأرضية، التي أوحى الشيطان بها إلى أوليائه من البشر. والثانية هي منهج الإسلام، الذي شرعه الله لبني آدم أجمعين، فجعل فيه الرحمة بهم، والهداية لهم، والعدل بينهم، والمساواة في الحقوق والواجبات، التي لا تعرفها المناهج الأخريات، بل وتنكرها المحرفات من الديانات. فالصليبية الحاقدة، تجعل من الأمريكي أو الإنجليزي أو الغربي بصفة عامة ـ إنسانا مميزا عن بقية الناس يجوز لـه بل ويفرض عليه، ان ينتهب خيراتهم، ويدنس مقدساتهم، ويعتدي عليهم كلما عنّ لـه ذلك. وتذهب الشيوعية الملحدة نفس المذهب مع المؤمنين بها، والمنضوين تحت لوائها الإباحي البغيض وتزيد عن قرينتها الصليبية بما تستبيحه في