ـ(408)ـ المفترين. ذلك ان المتآمرين عليه كانوا كثيرين. منهم الذين اتهموا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بتدبيج القرآن من عند نفسه. وقد رد الله عز وجل هذه الفرية بشدة حين قال:?وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ?(يونس 37). ومنهم المقتسمون ?الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ?(الحجر 91). وهم ستة عشر رجلا من قريش بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الحج فاقتسموا فجاج مكة وشعابها واستقبلوا الحجيج يحذرونهم من الاستماع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، فما هو إلا ساحر أو شاعر أو كاهن. كما اقتسموا القرآن الكريم، فجعلوا بعضه شعرا وبعضه سحرا وبعضه كهانة. فأنزل الله عليهم العذاب الذي يستحقون، وأنزل فيهم ما يرتعب منه المتقون. وذلك في قولـه تعالى: ? كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ_الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ?(الحجر 90 ـ 91). ومنهم الذين طلبوا من النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ العبث بالقرآن الكريم، سواء بتبديله بقرآن غيره أو حذف ما لا يعجبهم من آياته. وقد رد الله عليهم قولهم هذا، وحذرهم من العقاب الشديد الذين ينتظر العصاة الذين يفعلون مثل هذا بكتابه الكريم. قال عز وجل: ?وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ?(يونس 15). ثم أعلن رب العالمين تعهده الذي لا ينقض، ووعده الذي لا يخلف، بحفظ كتابه من كل عبث أو تحريف أو تزييف. وذلك مهما حاول المحاولون أو تطاول المتطاولون.? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(الحجر 9) وخلاصة القول؛ ان المنهج الإسلامي الذي يمثله القرآن الكريم وسنة النبي