ـ(406)ـ إذن؛ فأين يكمن الخلل في جهل الناس بالقرآن الكريم؟! انه يكمن ـ بالتأكيد ـ في عدم تحمل علماء المسلمين اليوم لمسؤولياتهم، في تبليغ هذا الكتاب الكريم إلى الناس أجمعين. يقول الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ: «وإذا قلنا: ان الإسلام دين العالم ـ وهذا واضح وبديهي ـ كان لزاماً على علماء الإسلام ان ينشروا ويبثوا ويذيعوا أحكام هذا الدين في العالم كله (آية الله الخميني ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 58). ان تقاعس علماء الإسلام عن القيام بمسؤولياتهم، وحمل الأمانة التي أوكلت إليهم، هو الذي جرّأ الظلمة في المجتمعات على العبث بحريات الناس وأرواحهم وممتلكاتهم، كما هو مشاهد في مختلف ساحات العالم اليوم. وفي ذلك يقول الإمام الخميني ـ رحمه الله: «فينبغي توجيه أكبر قدر من الأمر والنهي، إلى العابثين بأرواح الناس وأموالهم وممتلكاتهم» (الإمام الخميني ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 113). فإذا كان العلماء ورثة للأنبياء ـ كما هو معروف ـ فهم أيضاً حماة الإسلام، ودروع الإسلام، وحصون الإسلام، التي تقف حاجزا دون إجهاض مشروعه الحضاري الإنساني، وقد وضعت فيهم الثقة من سلفنا الصالحين وأئمتنا الأكرمين. جاء في ـ الحكومة الإسلامية ـ ما نقله الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ عن الكافي من كتاب فضل العلم ـ قول الإمام أبي الحسن (موسى بن جعفر) رضي الله عنهما: «لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام». فإذا كان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قد أمر كل من رأى منكرا أن يغيره، بيده أو بلسانه أو بقلبه ـ حسب قدرته ـ فكيف يكون الحال مع العلماء والفقهاء والدعاة ؟! أظن ان الأمر سيكون بالنسبة إليهم فرضا من الفروض، التي سيحاسبون عليها، حين يقفون بين يدي القوي العزيز.