ـ(404)ـ (محمد الأشقر ـ زبدة التفاسير ـ سورة الأنعام آية 19). ومن ذلك تتضح الحكمة من إصرار القرآن على ضرورة تبليغه للناس أجمعين، فإن فيه رحمة الله بهم، وحرصه على هدايتهم. يقول رب العالمين في هذا المجال لرسوله الأمين: ? َا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ?(المائدة 67). ان اللمحات الإنسانية في حرص الإسلام على تبليغ القرآن لجميع الناس؛ لمحات واضحة لأنه يحرص على توزيع الخير على جميع الناس، ولا يحصره في عنصر من عناصر هم. ومصداق ذلك قول الله جل شأنه لنبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ الذي كلفه بحمل هذا القرآن إلى الناس أجمعين: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ?(الأنبياء 107). ذلك انه يحمل إلى الناس الشفاء والرحمة والبصائر والهدى. يقول سبحانه:?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ?(الإسراء 82). ويسهب القرآن الكريم، وهو يذكر الناس بما أنزل الله إليهم، من المواعظ والهدى والشفاء لما في الصدور فيقول :?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ?(يونس 57) وإلى جانب هذه الموعظة والشفاء والرحمة والهدى، يضم القرآن الكريم بين دفتيه إنذارات شديد للظالمين والمنحرفين والمفسدين. يقول الله جل شأنه:?وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ?(الأحقاف 12). ذلك ـ أذن ـ هو المنهج الإسلامي، وتلك هي مواصفاته الإنسانية. وقد شاءه الله للخلق أجمعين، الذين وجدوا منهم حين مجيئه وبزوغ فجره، والذين سيأتون من بعدهم. أما بالنسبة للذين بزغ فجر الإسلام عليهم، فقد تولى رسول