ـ(402)ـ الإسلام مقاومة ذلك في مرتبة الجهاد في سبيل الله. قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: «افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» (أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة). فالظلم الذي يلجأ إليه بعض السلاطين في العالم، يفسد المجتمعات، ويحيلها إلى غابات يستقوي فيها الأقوياء على بقية الموجودات. ومن أخص واجبات علماء المسلمين ودعاة الإصلاح فيهم، ان يتصدوا لهذا الظلم، وان يحموا الناس من تأثيراته الأليمة وعواقبه الوخيمة. قال الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ في كتابه (الحكومة الإسلامية ـ ص 37): «فواجب العلماء وجميع المسلمين، ان يضعوا حدا لهذا الظلم، وان يسعوا من اجل سعادة الملايين من الناس». ان العلماء هم ورثة الأنبياء، وعلماء المسلمين اليوم مدعوون لان يعطوا هذه الوراثة حقها فهم ورثة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، وهو لم يترك درهما ولا دينارا ليرثوه عنه، ولكنه ترك ـ فيما ترك ـ الخلق العظيم، الذي شهد لـه به القرآن الكريم، في قول رب العالمين: ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?(القلم 4). بل ان الله قد بعثه ـ صلى الله عليه وآله ـ متمما للأخلاق الكريمة وقدوة فيها، كما أخبر بذلك ـ صلى الله عليه وآله ـ حين قال: «إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ان مسؤولية علماء المسلمين اليوم؛ هي مواصلة هذه الرسالة الأخلاقية السامية، والعمل على استمر أريتها، لإرساء الفضائل في مجتمعات الناس ـ كل الناس ـ، ونفي الرذائل ومحاربتها في تلك المجتمعات كذلك.