ـ(401)ـ بينما كان الإنجليز يعربدون في كينيا وإفريقيا الوسطى قال أحد جنودهم لزميله ـ في وصف الأفارقة: «انهم وحوش، تصور ان أحدهم عضني وأنا اقتله» (محمد الغزالي ـ فقه السيرة ص 214). ومن ترغيب الإسلام الناس في عمل الخير قول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «خير الناس من طال عمره وحسن عمله» (أخرجه الترمذي). ومنه أيضاً قولـه ـ صلى الله عليه وآله ـ: «تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع لـه عليها متاعه ـ صدقة، والكلمة الطيبة صدقة. وتميط الأذى عن الطريق صدقة» (متفق عليه). ومن ذلك ـ أيضاً ـ قولـه ـ صلى الله عليه وآله ـ: «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (متفق عليه). وفي هذا ما فيه من الترغيب في عمل الخير لجميع الناس. وأما الترهيب من الشرور فقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في أحاديث كثيرة كذلك، ومنها قولـه ـ صلى الله عليه وآله ـ: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (رواه مسلم). ان الإسلام لا يدع الأمور تتجه نحو الفساد وانتشار الرذائل في المجتمع؛ دون ان يعزز منهجه في محاربتها بالقوة، إذا لم يفلح الوعظ والإرشاد، وفي ذلك يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» (رواه الترمذي). أما انحراف الحكام والسلاطين، ونزوعهم إلى الظلم والفساد، فقد جعل