ـ(400)ـ ويقابلها الحياء الذي يزين الإنسان، حتى جعله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ من شعب الإيمان. قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» (أخرجه الترمذي). وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ فيما أخرجه الترمذي أيضاً ـ : «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء». وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ كذلك: «الحياء لا يأتي إلا بخير» (متفق عليه). ويمزج الإسلام ـ كعادته ـ بين الترغيب والترهيب، في إرساء الفضائل ونبذ الرذائل من المجتمع. وذلك لتحبيب الناس في عالي الأخلاق ورفيعها، وتحذيرهم من سفيه الأخلاق ووضيعها. قال ـ صلى الله عليه وآله ـ فيما رواه معاذ رضي الله عنه: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» (أخرجه الترمذي). ان إنسانية الإسلام وامميته وشموليته، تتجلى بوضوح في هذا الحديث الشريف. فالخوف من الله وتقواه، والالتزام بالاستقامة في كل مجال من مجالات الحياة، يجب ان ترافق المسلم على الدوام، سواء أكان في وطنه ام كان خارج وطنه، وسواء أكان في جماعة ام كان بمفرده، وسواء أكان بين المؤمنين أم كان بين غيرهم من الآدميين. كما يفرض على المسلم ان يتخلص من السيئات التي اجترحها، بعمل الحسنات وتقديم الخير للناس، سواء أكانت السيئة التي اجترحها مع المسلمين ام كانت مع غير المسلمين. «وخالق الناس بخلق حسن»، وفي ذلك فرض الخلق الحسن مع جميع الناس، لا ان يخالق الأمريكي والإنجليزي وغيرهما مواطنيهم بخلق حسن، فإذا خرجوا من أوطانهم برزت أخلاقهم الشيطانية المتغطرسة المعتدية. وفيما يفعله هؤلاء اليوم بالشعوب المستضعفة تأييد واضح لما نقول. ذكر التاريخ الحديث انه