ـ(394)ـ وتحريم، لما يؤديه في المجتمع من إفساد شديد. أما الربا فقد حرمه الإسلام لأنه يفتك بالضعفاء والأقوياء على حد سواء. وما تفعله مصارف العالم اليوم، من تعامل بهذا الربا القاتل، هو السبب المباشر في الويلات والنكبات، التي يتجرع الناس غصصها، في مختلف أنحاء العالم. وصدق الله ـ جل شأنه ـ وهو يصور أكلة الربا بهذا التصدير المرعب إذ يقول: ?الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ?(البقرة 275). اما التجارة فيما يضر المجتمعات من خمور وحبوب هلوسة وغيرها، فهي في الإسلام ممنوعة منعا باتا، لأن فيها تعديا على عقول الناس وصحتهم، ولذا فقد حرم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كثيرها وقليلها بقوله: «ما أسكر كثيره فقليله حرام». وجاء في الأثر: «العقل السليم في الجسم السليم». ومنهج الإسلام بسماته الإنسانية، يبني الأجسام السليمة والعقول السليمة. وأما الفساد التربوي فهو تحديد مناهج منحرفة، وتنشئة الأجيال عليها، كما هو حال مناهج كثير من دول العالم اليوم، فهي تعمل على تنشئة أجيالها تنشئة صالحة في داخل أوطانها، فإذا كانت خارج الأوطان عربدت واستعمرت واحتلت وغزت، وظلمت مختلف العباد، وعاثت في الأرض الفساد. اما الإسلام فإن منهجه التربوي ينشئ الإنسان الصالح، في داخل الوطن الإسلامي وفي خارجه. فلا صدام إلا مع المعتدين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وفي غير ذلك يفرض الإحسان على المسلمين إلى جميع الناس، المؤمنين منهم والكافرين: ? لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ?(الممتحنة 8).