ـ(387)ـ يستحقون: «أن الظالمين لهم عذاب اليم» (إبراهيم 22). وقد حرص النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في توجيهاته المتنوعة، على ان يتشرب المسلمون بغض الظلم، وان يتعاونوا على تنظيف المجتمع منه، فقد كان غارقا إلى أذنيه فيه، حتى كانت القاعدة الجاهلية: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوما، فلما جاء الإسلام دين العدالة والمساواة، غسل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ تلك القاعدة من أدران الجاهلية، وعطرها بالاستقامة والإصلاح والرشاد، التي يبني الإسلام المجتمعات عليها. اخرج الإمام البخاري في صحيحه ان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله انصره إذا كان مظلوما، أرأيت ان كان ظالما كيف أنصره ؟ ! قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره». واشرب المسلمون هذا التوجيه الكريم، فجعلوه نصب أعينهم، وتسابقوا في العمل به. ومن أروع ما حفظ لنا التاريخ العطر في هذا المجال، ما قرره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه، في وصيته لولديه الكريمين، رضي الله عنهما، حيث قال: «وكونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا» (الإمام الخميني ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 36). وقد أوجز صاحب البحث هذا البند في أبيات قليلات قال فيها: حق العباد على العباد كبير ___ والظلم مرتعه الوخيم خطير والعدل بين الناس فرض واجب ___ وبذا الإله على العباد يشير فالدين ليس به غني موسر ___ عند الحقوق وليس فيه تفقير كل سواسية أبوهم آدم ___ ولهم مثال واحد ومصير وأمام أمر الله يذعن كلهم ___ ملك وشيخ طاعن وأمير