ـ(386)ـ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ?(الحجرات 12). وفي ذلك ما فيه من حفظ للحقوق الآدمية، وصون للكرامة الإنسانية. ويمزج الإسلام ـ كعادته ـ بين الترغيب والترهيب في معالجة الأمور. فبعد هذه الوصايا التربوية العميقة التي تلين لها القلوب الرقيقة، يردفها بالتهديد والوعيد الشديدين، اللذين يحميانها من عبث العابثين، وعدم استجابة الجاحدين. يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (متفق عليه) ويعزز النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذلك بقوله أيضاً: «ان الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته» (متفق عليه). وقد بين رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، ألوانا من الظلم بشقيه العملي واللفظي، وبين ان مصير فاعليه إلى جهنم والعياذ بالله ـ وذلك من باب التعليم والتنبيه والموعظة والتوجيه. قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «اتدرون ما المفلس ! قالوا: المفلس فينا من لا درهم لـه ولا متاع. فقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «ان المفلس من أمتي؛ من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت قبل ان يقضي ما عليه، اخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» (رواه مسلم). أما التهديد الإلهي للظالمين فهو تهديد مرعب مخيف، وقد طبقه الله في الدنيا على عدد كبير من الناس، قال جل شأنه: ? وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ?(هود 102). وهذا في هذه الدنيا، أما ما ينتظر الظالمين في الآخرة فهو أشد رعبا وأكثر خوفا. فإن لعنة الله ستحل عليهم من ناحية:?أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ?(هود 18). وسيكون لهم من العذاب ما