ـ(385)ـ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ?(ص 26) ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?(المائدة 8). تلك هي عالمية الإسلام وإنسانيته. فهو يفرض ان يسود الحق جميع الناس، وهو لا يسمح لأتباعه ان تكون معاداتهم لقوم سببا لعدم العدل بينهم، أو سببا في الشهادة بغير الحق ضدهم. والله جل شأنه، يجعل من ذاته العلية رقيبا على ذلك ? إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?(المائدة 8 والنور 53). ولا تقتصر حرب الإسلام للظلم العملي وحسب، بل انه يتجاوزه إلى رفض الظلم الكلامي كذلك. فلا تجوز السخرية مثلا، لا بين الرجال ولا بين النساء، كما لا يجوز الغمز واللمز بين الناس، أو مناداة البعض بما لا يحب من الكنى والأسماء. قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?(الحجرات 11). بل لقد ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك في إقرار حق الناس أجمعين في ان يعيشوا سعداء ومكرمين. فهو لم يشدد على حفظ دمائهم وأموالهم وأعراضهم وحسب، بل لقد شدد على حفظ غيبتهم كذلك. فلا يجوز التجسس عليهم، ولا يجوز التحدث عنهم في غيابهم إلا بخير، كما لا يجوز ـ حتى ـ الظن بهم إلا بخير كذلك. ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ