ـ(38)ـ الأمرين لا للوجوب ولا للندب، بل الأمران إرشاديان لئلا يقع الاختلاف بين المتداينين فيسد باب النزاع والجدال. قال سبحانه: ?ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ?(1). ويدل على سعة دلالته أيضاً ما رواه المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : «ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله اصل في كتاب الله عز وجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال»(2). وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : «ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلمتكم»(3). وقال الصادق عليه السلام:«كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر مابعدكم، وفصل ما بينكم، ونحن نعلمه»(4). والسابر في روايات أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ يقف على انهم كانوا يستنبطون من الآيات نكاتا بديعة ومعاني رفيعة عن مستوى الإفهام. وربما يتصور الساذج ان هذا النوع من التفسير تفسير بالرأي وفرض على الآية، ولكن بعد الإمعان في الرواية والوقوف على كيفية استدلالهم عليهم السلام يذعن بأن لها دلالة خفية على ذلك المعنى الرفيع الشامخ وقد غفل عنه. مثال ذلك ما رواه العياشي في تفسيره، عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد: أن __________________________________ 1 ـ سورة البقرة: 282. 2 ـ الكافي 1: 60 ـ 61، باب الرد إلى الكتاب والسنة، الحديث6 و 7 و 9. 3 ـ الكافي 1: 60 ـ 61، باب الرد إلى الكتاب والسنة، الحديث6 و 7 و 9. 4 ـ الكافي 1: 60 ـ 61، باب الرد إلى الكتاب والسنة، الحديث6 و 7 و 9.