ـ(35)ـ من الكمال، وأخذ يخاطب ضميره الدفين، ومشاعره النبيلة، ويكلفه بما فيه صلاحه، ويقول: ?هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ?(1). ?هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ?(2). ?بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ?(3). ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ?(4). وإذا قورن هذا النوع من التشريع الذي ينظر إلى الإنسان بنظرة شمولية وبرأفة ورحمة، دون فرق بين عنصر وآخر، بالتقنين الوضعي السائد في أعصارنا في الشرق والغرب، الناظر إلى الإنسان من منظار القومية أو الطائفية وغيرهما من النزعات المقيتة، لبان ان التشريع الأول تشريع سماوي لا صلة لـه بتلك النزعات، والآخر تشريع بشري متأثر بنظرات ضيقة تجود لإنسان وتبخل لآخر، وكفى في ذلك فرقا بين التشريعين. ب ـ سعة آفاق دلالة القرآن والحديث إن من تمعن في القرآن الكريم وتدبر في معانيه ومفاهيمه، وقف على سعة آفاق دلالته على مقاصده، غير إن ثلة من الفقهاء مروا على القرآن مرورا عابرا مع انه سبحانه يعرف القرآن بقوله: ? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى ________________________________ 1 ـ سورة آل عمران: 138. 2 ـ سورة إبراهيم 52. 3 ـ سورة القصص: 43. 4 ـ سورة يونس: 57.