ـ(304)ـ الكرامة الإنسانية وحاضر الأمة: لقد علمنا ان كرامة الإنسان المسلم في إتباعه لدينه، وفي استيعابه لمقاصد شريعته، وانه كلما عظم حظه من العمل بما جاء به الإسلام من تعاليم ومبادئ وشريعة، زاد نصيبه من الشعور بالكرامة. ففي المنظور الإسلامي، لا تنفصل الاستقامة والتقوى، عن الكرامة والشرف، ينطبق هذا على الفرد، كما ينطبق على الجماعة، سواء بسواء. ولما كانت كرامة أمة من الأمم، هي من كرامة أفرادها وجماعاتها وشعوبها التي تكون نواتها الصلبة، فإنه يمكن القول ان هضم كرامة الفرد يترتب عليه الأضرار بكرامة الجماعة. ولذلك كانت الجماعة مسؤولية عن حفظ كرامة أبنائها، على نحو من الإنحاء. من هذه الزاوية ننظر اليوم إلى واقع العالم الإسلامي، والى ما تعيشه الأمة الإسلامية من أوضاع عامة. ومهما تحلينا بفضيلة ضبط النفس، وجنحنا نحو التفاؤل، فلن نملك أنفسنا من الاعتراف بأن كرامة الأمة قد مسها الضر، فهي كرامة مثلوبة، ومهضومة، مجروحة، تضافرت عوامل كثيرة لتؤدي إلى هذه الحالة من الضعف والعجز والتراجع الحضاري. إن استرجاع الكرامة الوافرة للأمة الإسلامية، يكمن في عودتها إلى دينها تستلهم منه أسس التقدم في الحياة. وإذا ترجمنا هذا المبدأ العام إلى لغة العصر، فيمكن لنا ان نقول ان رد الاعتبار للعقل الإسلامي حتى يسود ويقود الأمة نحو المستقبل، ينبغي ان يكون عملية جماعية، وجهدا مشتركا بين جميع مكونات الأمة الإسلامية في إطار التضامن الإسلامي، ومن منطلق الإيمان بأن كرامة الأمة في تقدمها وازدهارها، فهناك شبه إجماع بين مفكري الأمة على ان أبرز السمات