ـ(305)ـ الاستراتيجية للعقل الإسلامي المستقبلي هي: التقدم، الإبداع، التجذر، التمثل، العقلانية، التنظيم والفعالية والإتقان، الحرية والمسؤولية والمشاركة، التكيف (1). والسؤال الذي ينبغي ان نطرحه على أنفسنا في هذه المرحلة، هو: كيف السبيل إلى إجراء تحويل واقعي لهذه السمات المجردة؟ إن ذلك لن يتم إلا بخلق الشروط الإنسانية والطبيعية الملائمة للتحول. والعملية ليست يسيرة بكل تأكيد، وهي حصيلة تضافر فعال وتضامن إيجابي لجهود واسهامات وتدخلات تصدر عن أطراف متباينة (2). ونحن مدعوون إلى ان نرد الاعتبار للإنسان في العالم الإسلامي، باحترام حقوقه كاملة غير منقوصة، في إطار ما تقضي به وتوجبه المبادئ الإسلامية، وبتوفير سبل العيش الكريم لـه في كنف الحرية والمسؤولية والشعور بالكرامة، على المستويين الذاتي والموضوعي. ان عملنا من أجل إقرار مبادئ الإسلام في واقع الحال، هو الشرط الأول لحفظ الكرامة الإنسانية للمسلمين كافة، وللبشرية جمعاء. وذلك في إطار من التسامح والتعاون والاحترام المتبادل، وفي ضوء الحوار الحضاري بين ثقافات شعوب الأرض وأممها. ان مجالات العمل تتشعب وتمتد امامنا، وميادين الحركة تتعدد وتشمل جميع مرافق الحياة، وينبغي ان نسلك نحو تحقيق أهدافنا نهجا تكامليا، تضبطه وتتحكم في اتجاهاته قواعد العمل الإسلامي المشترك ومبادئ التضامن _________________________________ 1 ـ د. فهمي جدعان، «الماضي في الحاضر: دراسات في تشكلات ومسالك التجربة الفكرية العربية» ص: 563، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997. 2 ـ المصدر نفسه، ص 563 من فصل (العقل الإسلامي والمستقبل).