ـ(303)ـ هي الشجرة والفرقان هو الثمرة» (1). ان الإسلام دين الحياة وهو بذلك يدعو الإنسان إلى ان يمارس هذه الحياة بالحضور والمساهمة والإنتاج، والى ان يكون هذا الحضور متسما بالعزة والكرامة والشرف، مما لا يمكن ان يتحقق إلا بالحرية التي هي في طليعة حقوق الإنسان، والتي تعد في الرؤية الإسلامية، قيمة كبرى، سواء بالنسبة للفرد أو الجماعة (2). إن أعظم تكريم للإنسان، في المنظور الإسلامي، أن هداه الله إلى التوحيد. ومن التوحيد دعوة الإسلام إلى الكرامة والى الحرية. والتوحيد هو تحرير الإنسان من الشرك، ومما يقذفه الشرك في قلب المرء من شعور بالهزيمة والسقوط: سقوط القيمة والهمة والاعتبار، وسقوط الشخصية المعنوية والكرامة الإنسانية. ولما كانت كرامة الإنسان في التوحيد، وكان التوحيد هو تحرير الإنسان من الشرك بكل معانية ودلالاته، فإن الكرامة الإنسانية تتجلى اسطع وأقوى ما يكون التجلي في: 1 ـ مقاومة عبادة الأصنام والأوثان، (بكل أشكالها وأنواعها). 2 ـ محاربة الخضوع للأهواء والنزوات، (بجميع أصنافها وأضرابها). 3 ـ منع الانسياق لطغيان المال، (على أي وجه من الوجوه). 4 ـ الوقوف ضد استعباد الإنسان للإنسان (3)، (أيا كانت الأسباب والدواعي). ______________________________________ 1 ـ الشيخ محمود شلتوت، تفسير القرآن الكريم، ص: 571، دار القلم، القاهرة، بدون تاريخ. 2 ـ د. عباس الجراري، «الإنسان في الإسلام: ماهيته وحقيقة وجوده»، ص 69، مطبعة الأمنية، الرابط، 1998. 3 ـ المصدر السابق، بتصرف، ص 69 ـ 70.