ـ(300)ـ يتصل الحكم القانوني على الفعل بعنصر (القصد والنية)، أو عندما يتصل الحكم الأخلاقي بالموقف العملي(1). المبادئ الإسلامية تكرم الإنسان: إن الكرامة الإنسانية ترتبط في المفهوم الإسلامي بالحرية وبالمسؤولية، فهي ليست كرامة بدون دلالة عملية تنعكس في سلوك الفرد ومعاملته لأعضاء الأسرة البشرية. ولعل من أعمق البحوث التي عرضت لهذا الجانب من الكرامة الإنسانية ما كتبه عباس محمود العقاد في كتابه «الإنسان في القرآن»، حيث يقول: «ان مكان الإنسان في القرآن الكريم، هو اشرف مكان لـه في ميزان العقيدة، وفي ميزان الفكر، وفي ميزان الخليقة التي توزن به طبائع الكائن بين عامة الكائنات، هو الكائن المكلف، وهو أصوب في التعريف من قول القائلين (الكائن الناطق) واشرف في التقدير» (2). ان المسؤولية والحرية ترتبطان في المنظور الإسلامي بالكرامة الإنسانية ارتباطا وثيقا؛ فالله تعالى الذي كرم بني آدم، هو الذي ـ سبحانه ـ جعل الإنسان مسؤولا عن عمله، فردا وجماعة، لا يؤخذ واحد بوزر واحد، ولا أمة بوزر أمة؛ ?... كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ? (3) ?لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?(4)? وَأَن لَّيْسَ _________________________________ 1 ـ المستشار طارق البشري، «في المسألة الإسلامية المعاصرة: الوضع القانوني المعاصر بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي»، ص 30 دار الشروق، القاهرة 1996. 2 ـ عباس محمود العقاد، «الإنسان في القرآن »، ص 232، موسوعة عباس محمود العقاد الإسلامية، المجلد4، دار الكتاب العربي، بيروت 1971. 3 ـ سورة الطور: 19. 4 ـ سورة البقرة: 286.