ـ(297)ـ الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تبدأ الديباجة بهذه الصيغة: «ان الدول الأطراف في هذا العهد، إذ ترى ان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وثابتة، يشكل وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، أساس الحرية والعدل والسلام في العالم». كذلك تبدأ ديباجة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بالصيغة ذاتها، وهي: «ان الدول الأطراف في هذا العهد، إذ ترى ان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وثابتة، بشكل وفقا للمبادئ المعلنة في الأمم المتحدة، أساس الحرية والعدل والسلام في العالم». وباستثناء الإعلان العالمي، فإن العهدين الدوليين الأول والثاني يتفقان على مبدأ هام، ورد في الفقرة الثانية من الديباجة في كليهما، والتي جاء فيها: «.. وإذ تقر بأن هذه الحقوق تنبثق من كرامة الإنسان الأصيلة فيه». وهكذا نرى ان الكرامة الإنسانية في مفهوم الشرعية الدولية ـ استنادا إلى المواثيق الآنفة الذكر ـ هي كرامة أصيلة في أعضاء الأسرة البشرية. وعبارة (الأسرة البشرية) هنا تماثل التعبير القرآني (بني آدم). وأصالة الكرامة الإنسانية تنبثق ـ هي الأخرى ـ من انها العنصر الأصيل في النوع البشري. وهذا ما يربط ـ ربطا وثيقا ـ بين الكرامة الإنسانية، وبين المصير الإنساني. وهو ما تنص عليه الفقرة الخامسة من ديباجة الإعلان العالمي على هذا النحو: «... ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أعادت في الميثاق تأكيد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الإنسان وقدره...». وهكذا نرى ان لفظ الكرامة في الإعلان العالمي قد تكرر خمس مرات، وفي