ـ(291)ـ وكرم الرجل ضيفه، زاد من الحفاوة به والرعاية، وكرم الله وجهه، حفظه مما يستهجن ويخزى منه ونزهه، وكرم الرجل نفسه عما يشينها ونزهها ورفعها، ومنه قول زهير: ومن لا يكرم نفسه لا يكرم. والكرامة هي الشرافة، وكرامة النفس ترفعها وتصونها، والكرامة كون الشيء عزيزا، وتكرم فلان عما يشينه ترفع وتصون، وتكرم الرجل على صاحبه قدم لـه شيئاً من كرمه دون انتظار مقابل. والكريم هو السخي المعطاء وهو الصفوح السمح(1). وفي كتاب التعريفات، الكرم هو الإعطاء بسهولة، والكرامة هي ظهور أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن لدعوى النبوة، والكريم من يوصل النفع بلا غرض، فالكرم هو إفادة ما ينبغي لا لغرض، فمن يهب المال لعوض جلبا للنفع أو خلاصا عن الذم، فليس بكريم(2). ويلفت نظرنا في هذا السياق أيضاً، ان من المعاني التي ينطوي عليها الأصل اللغوي للكرامة، الزيادة والفضل، والكثرة، والسهولة، واللين، والإعطاء بلا مقابل. وفي كتاب الكليات، رزق كريم، أي كثير، وقول كريم، أي سهل لين، وقد يطلق من كل شيء على أحسنه (3). فالتكريم إذن، هو إسباغ كل هذه الفضائل على المكرم، وفي ذلك تفضيل أي تفضيل. __________________________ 1 ـ الهادي إلى لغة العرب، المجلد 4، ص 30، دار لبنان للطباعة والنشر. 2 ـ كتاب التعريفات، علي محمد الشريف الجرجاني، ص 193، مكتبة لبنان، طبعة 1990. 3 ـ كتاب الكليات: معجم المصطلحات والفروق اللغوية، الكفوي، ص 992، مؤسسة الرسالة، بيروت 1992.