ـ(283)ـ فيكون لهم صعود في السماء(1). وهو سبق إسلامي علمي قبل ألف عام، وقبل أن يصبح هذا الأمر حقيقة علمية، مما يؤكد التوفيق بين قيم الدين وقيم العلم في شريعة الإسلام. ومن مظاهر هذه الكرامة للإنسان، تقرير الإسلام لمختلف حقوق الإنسان التي تكفل خلافته عن الله في الأرض، وقيامه بالمسؤوليات المنوطة به في الحياة، والعمل بما يحقق سعادته في الدارين وكان في مقدمة تلك الحقوق حقه في الحياة الذي يعتبر أصل الحقوق، بما يتضمنه هذا الحق من المحافظة على حياته وعدم الاعتداء عليها، وعدم التفريط فيها، وقد عصمت الشريعة دم الإنسان، وحرمت قتله مصداقاً للهدي النبوي: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه»(2). واشترطت أن يكون صحيح الجسم، سليم العقل، حسن الخلق. لذلك كانت محافظة الإنسان على نفسه، واحترامه لنفس غيره، تقديراً منه لحق الحياة الذي تقرره الأديان، وتصونه الفطرة، وتحميه الشرائع، واعتبرت الشريعة الخروج على ذلك ظلماً وضلالاً يؤدي إلى النار. وقد شدد الإسلام في الدعوة إلى الحرص على المحافظة على الكليات الخمس. ومن مظاهر هذه الكرامة الإنسانية حرص الإسلام على احترام آدمية الناس، وعدم إهدارها، باسترقاقهم واستعبادهم وظلمهم، لأن الإنسان وجد حراً ليبقى حراً، كما أكد هذا المعنى السامي في الإسلام عمر بن الخطاب بقوله: ____________________________________ 1 ـ راجع تفسير الرازي ـ مفاتيح الغيب ـ سورة العنكبوت. 2 ـ أخرجه مسلم في صحيحه ـ البر والصلة ب 10 رقم 32 ـ والإمام أحمد في المسند 2 / 277 و 360 والترمذي ح 1927.