ـ(281)ـ ?لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ?(1). ?خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ?(2). ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?(3). فكان العقل الذي ميز الله به الإنسان هو أسمى مظاهر تكريمه، والآية الناطقة الدائمة على كرامته، وبه ساد على العوالم الأرضية وبه أطلع على ما شاء الله من العوالم السماوية، والآيات الكونية، التي أدركها وما زال يدركها مستقبلاً مما يتيح الله لـه إدراكها، وسبر أغوارها، والاطلاع عليها. كما كرمه بالكلام والإفصاح، وتعلم اللغات، والكتابة والنطق، وعلمه ما لم يكن يعلم، مصداقاً للهدي القرآني: ?الرَّحْمَنُ _ عَلَّمَ الْقُرْآنَ _ خَلَقَ الْإِنسَانَ _ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ?(4). ?وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا?(5). ومن مظاهر تكريمه وكرامته تسخير الكون لـه، وجعله مجالا لتعلمه وكشوفه وإبداعه، سخر لـه ما في السموات وما في الأرض، وهداه إلى التفكير بعقله، وإدراكه، والسعي بعمله وكفاحه، إلى الغوص في أسرار الكون، والبحث فيها، واستجلاء آفاقها، فحقق هذا التقدم المذهل، وتوصل إلى هذه الكشوف والاختراعات التي __________________________ 1 ـ سورة التين ـ الآية: 4. 2 ـ سورة التغابن ـ الآية: 3. 3 ـ سورة الإسراء ـ الآية: 70. 4 ـ سورة الرحمن ـ الآية: 1 ـ 3. 5 ـ سورة النساء ـ الآية: 113.