ـ(280)ـ المسيء، والصفح بدل الانتقام، والسماحة تجاه أفراد المجتمع الإسلامي. كما يتنافى هذا المفهوم السامي للكرامة في الإسلام مع كل تجبر، أو طغيان، أو احتقار للناس، أو استعلاء على الخلق، للعرف الجاهلي الذي ساد ويسود اليوم بين الناس من أن الانتقام من الناس، والشدة عليهم، والتعالي، والتجبر، صفات تثبت قوة الإنسان ومركزه وكرامته، وهي أخلاق وصفات شجبها الرسول الأكرم وحمل عليها في قولـه: «بئس العبد عبد تخيل واختال ونسى الكبير المتعال، بئس العبد عبد تجبر واعتدى، ونسى الجبار الأعلى، بئس العبد عبد سها ولها، ونسى المقابر والبلى، بئس العبد عبد غنى وطغى، ونسى المبتدأ والمنتهى، بئس العبد عبد هوى يضله، بئس العبد عبد رغب يذله»(1). كما يؤكد هذا المعنى السامي للكرامة الإنسانية في الإسلام الحديث الشريف الصحيح: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ثلاث مرات ـ وهو يشير إلى صدره الشريف ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله»(2). 2 ـ مظاهر الكرامة الإنسانية في الإسلام لقد جعل الله الإنسان أرقى وأكمل المخلوقات، وخصه بالمزايا، وميزه بكمال الصفات، لما أودع فيه من العقل، وحسن الإدراك، وكمال التمييز، وجميل الصورة والخلق، كما أكد ذلك القرآن الكريم وفصله في آياته وسوره بقوله: ____________________________ 1 ـ رواه الترمذي والطبراني. 2 ـ رواه أبو داود في سننه ح 4882؛ والزبيدي في الإتحاف 7 / 533.