ـ(272)ـ 1 ـ المساواة في القيمة الإنسانية المشتركة ويعني ذلك أن الناس جميعاً متساوون في طبيعتهم البشرية، إذ أنهم من أصل واحد وطبيعة واحدة: ?مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى?(1). وأن ليس هناك فرد أو جماعة تتميز عن غيرها بحسب عنصرها وخلقها الأولى، وإنما التفاضل يكون بأمور خارجة عن طبيعتهم وعنصرهم وسلالتهم، أي على أساس التقوى والعمل الصالح. 2 ـ المساواة في الحقوق والمسؤولية والجزاء وتقوم هذه المساواة على أساس أن العدل الإسلامي لـه ميزان واحد، وتطبيق واحد على جميع الناس، في جميع شؤون الحياة، حقوقاً، ومسؤولية، وجزاء، انطلاقاً من قول الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ?(2). ويؤكد هذا المعنى رسول الله(صلعم) بقوله: «إنّما أهلك الذين من قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»(3). وهو ما ذهب إليه عمر بن الخطاب في رسالة القضاء إلى أبي موسى الاشعري قائلاً: (آس بين الناس في وجهك ومجلسك، وعدلك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ______________________________ 1 ـ سورة طه ـ الآية: 55. 2 ـ سورة المائدة ـ الآية: 8. 3 ـ أخرجه البخاري في صحيحه 5 / 97.