ـ(273)ـ ولا ييأس ضعيف من عدلك). كما يحرص على تأكيد ذلك في وصيته للخليفة من بعده بقوله: (اجعل الناس عندك سواء، لا تبال على من وجب الحق، ثم لا تأخذك في الله لومة لائم، وإياك والمحاباة فيما ولاّك الله). كذلك سوّى الإسلام بين الناس في حق التعليم، وجعله فرضاً واجباً على كل فرد بما ينفعه في دينه وشؤون دنياه، مصداقاً لقوله ـ عليه السلام ـ : «طلب العلم فريضة على كل مسلم»(1). يدل على ذلك ويوجهه أن أول الوحي دعوة إلى العلم والتربية. كذلك سوى الإسلام بين الناس في حق العمل، وجعله حقاً مشاعاً بين الناس، وحث عليه ورغب فيه: ?هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ?(2). ودعاهم أن يمارسوا أعمالهم، ويعودوا إليها إثر الفراغ من صلاة الجمعة كما أكد ذلك القرآن الكريم: ?فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?(2). وقد عمل النبي في الرعي وفي التجارة لزوجته خديجة قبل أن ينبأ ويرسل إلى الناس، وحبب العمل إلى صحابته ليكسبوا ولا يكونوا عالة على غيرهم، وعندما عاد من غزوة تبوك استقبله معاد وصافحه، فأحس بخشونة يده فقال لـه: __________________________ 1 ـ رواه ابن عبد البر في العلم عن أنس، والبيهقي في شعب الإيمان ـ انظر مختصر شرح الجامع الصغير للشرنوبي 2 / 89. 2 ـ سورة الملك ـ الآية: 15. 3 ـ سورة الجمعة ـ الآية: 10.