ـ(271)ـ وتطبيقاً لهذا المبدء وعملاً به، لا يقر الإسلام هذه الدعاوى الجاهلية التي عادت إلى الظهور، وانتشرت اليوم، من التمييز بين الشعوب حسب ألوانها، واعتبار الرجل الأبيض سيد العالم، وتمييزه في المعاملة وسائر الحقوق عن الرجل الأسود، في التعليم والوظائف، كما يحصل الآن في بعض الدول الافريقية وبعض مدن أمريكا مثلاً. إن الإسلام جعل من بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، دعاة وقادة وحكاماً، حتى قال الرسول عن سلمان إنه من أهله وأهل بيته، وهذا هو منتهى التكريم والتقدير للإنسان، باعتباره إنساناً فحسب. تطبيقات الإسلام لمبدأ المساواة لعل الإسلام أعظم دين قرر مبدأ المساواة بين البشر في أتم صورة وأكمل وضع، واعتبره الأساس في علاقات الناس بعضهم مع بعض، ورغب في تطبيقه في جميع مناحي الحياة حتى جعله قوام العدالة الاجتماعية، وأساس الكرامة الإنسانية. ومن هنا شمل تطبيق الإسلام وتقريره لمبدأ المساواة جميع مظاهر حياة الإنسان، سواء فيما يتعلق بتقدير القيمة الإنسانية المشتركة، أو فيما يتعلق بالحقوق والمسؤولية، والجزاء، أو فيما يرتبط بشؤون الاقتصاد تحقيقاً لخير الناس واستقرارهم وسعادتهم، وأحاطه بسياج من الرعاية والحماية من كل انحراف أو عبث أو زيغ، حتى كان مظهراً من مظاهر سمو الدين الإسلامي وسمو تعالميه التي حققت للإنسانية وللناس الأمن والطمأنينة والاستقرار. وسنتحدث على هذه النقاط الثلاث لنتعرف على مدى صلاحية الإسلام وفضله في هذا المجال: