ـ(262)ـ عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، رسول الإنسانية كلها، والناس جميعاً كما أكد ذلك القرآن الكريم: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?(1). مما خصّ به الرسول الكريم وكان بذلك خاتم المرسلين وإمام الأنبياء. ومن هنا تميز الإنسان على سائر الموجودات والمخلوقات وبالتكريم والتقدير والعقل والتدبير، ليكون خليفة الله في الأرض، والقائم برسالته فيها، والموجه لمسيرة الحياة. ـ لذلك رسم الإسلام للإنسانية نظاماً محكماً، ومنهجاً كاملاً، لانتظام الحياة، وتدبير أمور الناس ليقوموا بالقسط، وليحيوا حياة دنيوية مستقيمة آمنة بلاغاً للحياة الآخرة، وصراطاً لها، مصداقاً للهدي القرآني الكريم: ?وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ?(2). ـ كما مزج الحق سبحانه تعالى بين الحياتين لارتباط الأولى بالأخرى، فيما أكد الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام: «ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منها جميعاً، فإن الدنيا بلاغ الآخرة، ولا تكونوا كلا على الناس»(3). ولذلك كان الإنسان قطب راحة الوجود، وأساس الحياة، وسيد المخلوقات في شريعة الإسلام التي أحاطته بالرعاية الكافية، والعناية الشاملة، بما ضمن لـه من حقوق، ورتب عليه من واجبات، حتى تميز ديننا الحنيف بكونه دين حقوق الإنسان بين الديانات جميعاً. ____________________ 1 ـ سورة الأعراف ـ الآية: 158. 2 ـ سورة الروم ـ الآية: 64. 3 ـ أخرجه ابن عساكر عن أنس، وصححه السيوطي.