ـ(261)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لما كان الإسلام آخر الخطابات السماوية إلى الأرض، والكلمة الأخيرة المنزلة على خاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، اقتضت حكمة الله ومشيئته أن يجعله دين البشرية جميعا، الصالح للمعاش والمعاد، والصالح لكل زمان ومكان مصداقاً للهدي القرآني: ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ?(1). وقولـه: ?وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ?(2). ولذلك خصّ الله هذا الدين بخصائص، وميّزه بمزايا لم تجتمع لدين غيره، باعتباره الدين الخاتم، وجعله مليئاً بالكمالات، متميزاً بالخصائص والصفات، كاملا دائماً بدوام الأيام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكان رسوله سيدنا محمد بن ___________________________ 1 ـ سورة آل عمران: الآية ـ 19. 2 ـ سورة آل عمران: الآية ـ 84.