ـ(217)ـ إن المؤتمرات والندوات ـ كهذا المؤتمر ـ التي تعقد من قبل دعاة الإصلاح والوحدة فيها الخير الكثير، ولابد من ان تؤتي الثمرة المرجوة منها، فالخير منتصر على الشر، والقافلة لا يضرها النباح والعواء. الواقعية والوحدة الإسلامية: بعد كل ذلك، بالنسبة للوحدة الإسلامية. الواقعية: هي تحقيق الوحدة الإسلامية في واقع المسلمين، متخذين كتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى ـ صلى الله عليه وآله ـ دستورا لهذه الوحدة ونظاما لحياة المسلمين. وان شئتم أكثر بيانا: فالواقعية: تعني ان يتخذ المسلمون طريقا وسطا خلال هذا الركام الهائل من الانتصار للمذاهب، والتعصب الأعمى لها، يجب ان تختفي نبرة تكفير المسلمين، فالمسلمون في صعيد الوحدة الإسلامية كلهم متكافئون، لا يفضل بعضهم بعضا إلا بتقوى الله والعمل الصالح وتقديم التضحيات للأمة الإسلامية. في الوحدة الإسلامية لا وجود لأولئك الذين يرون الخروج على أقوال الأئمة كفرا؛ ولا لأولئك الذين يعتقدون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ضلالاً ما لم يفسر حسب رأي أئمتهم، لقد اتفقت أقوال العلماء والمجتهدين بأن كل شخص يرد عليه إلا صاحب القبر الشريف المعصوم محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ وكانت أقوالهم المشهورة على مر التاريخ الإسلامي: (ان وافق قولي الحق فخذه، وان لم يوافق فلا تأخذه). الوحدة الإسلامية ليست وهما وخيالاً، فحاشا الشريعة الخاتمة أن يأتي فيها