ـ(218)ـ وهم أو تأمر بخيال، فكل أوامرها تصب في المفهوم الجماعي، وتمقت الأنانية والحزبية. يمكن ان تجتمع المذاهب الإسلامية في ود وسلام واحترام تحت مظلة شرعية واحدة، إذا وسعت هذه المظلة تحت عدلها المذاهب ولم تعمل على الانتصار لمذهب دون مذهب، وقد تحقق هذا اللقاء المذهبي الأخوي في التاريخ الإسلامي، حيث شملت الدولة الرسمية (1) المذاهب الإسلامية التي تحتها بالعدل فلم يظلم فيها أحد، وقد شهد على عدل أئمتها المؤرخ ابن الصغير المغربي)(2)(3). وكذلك في عمان في عهد الأئمة العدول (4). ان الاستسلام للواقع الذي نعيشه الآن هو غفلة عن حركة سير التاريخ الحضارية، فالعالم كله يجتمع، فمنهم من يجتمع حول المصالح الاقتصادية، وآخرون يجتمعون إقليميا، وغيرهم يرتبطون بروابط ثقافية ولغوية... وهكذا، رغم ان هذه التجمعات لا يوجد فيها المقومات الحقيقة والقاعدة الصلبة للوحدة، إلا ان منظموها عملوا جادين على إيجادها، وان وجدت بعض _________________________________ 1 ـ الدولة الرستمية تعاقب عليها أئمة عدول منتخبون من قبل المسلمين، قامت في الشمال الأفريقي وكانت عاصمتها مدينة تيهرت الشهيرة، ابتدأت بخلافة الإمام العدل عبد الرحمن بن رستم الفارسي عام 160 هـ ، وانتهت بخلافة الإمام يوسف بن محمد بن افلح سنة 294 هـ على يد الدولة العبيدية. 2 ـ هو المشهور بابن الصغير الملالكي من رعايا الدولة الرستمية كان على غير المذهب الاباضي، قيل مالكيا وقيل شيعياً لـه كتاب أخبار الأئمة الرستميين ألفه حوالي 290 هـ ولذلك عرف بمؤرخ الدولة الرستمية. 3 ـ أخبار الأئمة الرستميين، ابن الصغير المالكي، ط دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، 1406 هـ _ 1986م. 4 ـ عمان الديمقراطية الإسلامية، د. حسين عبيد غباش، ط دار الجديد، الطبعة الأولى، 1997م.