ـ(214)ـ بغيضا، ونرد الباطل على من جاء به وان كان حبيبا، ونعرف الرجال بالحق، فالكبير عندنا من وافقه والصغير من خالفه، ولم يشرع لنا ابن اباض مذهباً، وإنّما نسبنا إليه لضرورة التمييز حين ذهب كل فريق إلى طريق، أما الدين عندنا لم يتغير؛ والحمد لله )(1). كما عمل قطب الأئمة (2) جاهدا في مجاهد الاستعمار الفرنسي ورد غائلته عن المغرب العربي وخاصة الجزائر، وكانت حينذاك تابعة لدولة الخلافة العثمانية، وله مواقف مشهودة للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية، مما حدى بالدولة العثمانية ان تمنحه عدة أوسمة(3). يقول عنه العلامة أبو إسحاق إبراهيم اطفيش: (يعز عليه ان يهضم شعب إسلامي ويسلب حريته أو يناله أدنى ضيم، كثير الدعاء بالنصر للامة الإسلامية على من يناوئها، شديد الرغبة في وجود الجامعة الإسلامية، يرى من الواجب ان يكون الإسلام في عز وأهله في منعة، ويرى ان كل ما يلم بشعب إسلامي كائنا من كان من الإرهاق، فهو نكبة أصابت الأمة لما في ذلك الشعب من التوحيد والانتساب إلى الدين الإسلامي، الجامعة العامة)(4). وهكذا أخذت قافلة الاخوة الإسلامية تسير يحدوها الأمل بأن تصل إلى نقطة الوحدة الإسلامية، وضجت رموز الصحوة الإسلامية بالمناداة إلى الوحدة ___________________________ 1 ـ العقد الثمين، ص 126 ـ 127. 2 ـ هو الإمام محمد بن يوسف اطفيش، عالم موسوعي ومجتهد مطلق، لـه مئات المؤلفات في جميع فنون المعرفة حتى لقب بقطب الأئمة، ولد في غردابة بالجزائر 1236 هـ ، وتوفي بعدما عمر طويلا عام 1332 هـ . 3 ـ قطب الأئمة العلامة محمد بن يوسف اطفيش، بكير بن سعيد اعوشت، ص 77، ط مكتبة الضامري، السيب ـ سلطنة عمان. 4 ـ الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص، محمد بن يوسف اطفيش، ص 20، ط أبي إسحاق اطفيش.