ـ(212)ـ نطلب إبداء ما اقتضاه نظركم السامي من الجواب عن الأسئلة الآتية بإيجاز غير مخل بالمراد خدمة للجامعة والدين ولحضرتكم الثواب والشكر. هل توافقون على ان أقوى أسباب اختلاف المسلمين تعدد المذاهب وتباينها؟ على فرض عدم الموافقة على ذلك؛ فما هو الأمر الآخر الموجب للتفرق؟ على فرض الموافقة؛ فهل يمكن توحيدها بالجمع بين أقوالها المتباينة وإلغاء التعدد في هذا الزمن الذي نحن فيه أحوج إلى الاتحاد من كل شيء؟ وعلى فرض عدم إمكان التوحيد؛ فما الأمر القوي النافع في نظركم؟ وهل لإزالته من وجه؟ على فرض إمكان التوحيد؛ فأي طريق يسهل الحصول على النتيجة المطلوبة؟ وأي بلد يليق فيه إبراز هذا الأمر؟ وفي كم سنة ينتج؟ وكم يلزم له من المال تقريباً؟ وكيف يكون ترتيب العمل فيه؟ وعلى كل حال؛ فما الحكم في الساعي في هذا الأمر شرعاً وسياسة؛ مصلح أم مفسد؟)(1). فرد الإمام السالمي على تلك الأسئلة بواقعية مثالية تشخص الواقع الإسلامي كما هو وتعطي حلولا إسلامية متزنة، لم تجنح في سماء الخيال بحيث استسهلت الأمر، ولم تستسلم للواقع بحيث أبدت سلبية تجاه الوحدة، لا؛ بل كانت إيجابية تضع المقصل على المفصل. كان رد الإمام السالمي الآتي: (قد نظرنا في الجامعة الإسلامية فإذا فيها كشف الغطاء عن حقيقة الواقع، فلله ذلك الفكر المبدي لتلك الحقائق. نعم نوافق أن منشأ التشتيت اختلاف المذاهب وتشعب الآراء، وهو السبب ______________________________ 1 ـ العقد الثمين، ج 1، ص 126.