ـ(211)ـ فيا صاحب الجلالة، قد استخلفكم الله في بلاده، فنرغب إليه سبحانه ان يجعلكم من الذين وصفهم في قولـه: ?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ?(1). ومن الأمر بالمعروف السعي في توحيد كلمة المسلمين، وفي إماتة الانتساب إلى المذاهب وإظهار التعصب لها، اللذين قضيا على الإسلام، وتسلط على أبنائه عبدة الأصنام الأجانب الاكالب، وان لزوم ما كان عليه السلف الصالح والسير بالمسلمين سيرهم هو الذي يعيد علينا عزنا الشامخ ومجدنا الباذج)(2). وتباحث العلامتان الفذان، قطب السياسة الليبية، عضو مجلس المبعوثان التركي، الشيخ سليمان بن عبدالله الباروني، وقطب السياسة العمانية وزعيم نهضتها المعاصرة، العلامة نور الدين السالمي، تباحثا في كيفية الوصول إلى الوحدة الإسلامية ووضعا برنامجا عمليا لخطواتها، ووضعا أمام أعينهم جميع الاحتمالات التي قد تحول عن الوحدة فيعمل على إزالتها، أو قد توجد عقبات فيعمل على تذليلها ومواطن قوة للوحدة فيأخذ بأسبابها. جاء في رسالة الشيخ الباروني(3) أسئلة طارحة لهذه الاحتمالات ونصها: (المرجو من حضرتكم، أيها الأستاذ الذي سنعتمد على أقواله وأقوال أمثاله؛ إمعان النظر في المقالة المحررة تحت عنوان «الجامعة الإسلامية» في جريدة الأسد الإسلامي، الآتية إليكم مع هذا، ثم بعد إطلاق الفكر بحثا وراء عين الحقيقة ___________________________ 1 ـ سورة الحج: 41. 2 ـ نهضة الأعيان، ص 442. 3 ـ هو سليمان بن عبدالله الباروني، مجاهد ليبيي عظيم وكاتب إسلامي قدير، أحد القادرة الذين حرروا ليبيا من الاستعمار وأدى خدمات جلى للدولة العثمانية، نفاه الاستعمار الأوروبي وحرم عليه دخول البلاد العربية التي كانت تحت سيطرته، توفي 1940 م.