ـ(209)ـ فنجد العلامة أبا مسلم ناصر بن سالم البهلاني (1) يرسل إلى الإمام سالم بن راشد الخروصي رسالة تفيض بروح الاخوة الإسلامية، وينصحه فيها بالالتقاء مع إخوانه المسلمين، ويحذره من مغبة الانغلاق على النفس، وهذه الرسالة تبين عن مكنونها فلا تحتاج إلى تعليق منا، فمما جاء فيها: (ثم إني أشير عليك بمصادقة حكام نجد وأمراء الساحل الفارسي، ولابد من إرسال وفد لتوثيق الألفة والصداقة بينك وبينهم، ففي ذلك حسن السياسة وخير المغبة ما لا يخفى عليك، وتخير الوفد الذي ترسله ان يكون من علماء المسلمين نفرين أو أكثر، ومن العقلاء الساسة ذوي البصائر والفطنة ممن ترضيك بصيرته ويؤدي عنك فوق ما في نفسك، وكاتب شريف مكة وإمام صنعاء وسلطان لحج، واتخذ مع كل أمير من أمراء جزيرة العرب يدا وسياسة وان استطعت ان لا تدع جزيرة العرب إلا كتلة واحدة تؤدي لك الصداقة فافعل، ولابد لكم من مكاتبة الشيخ سليمان بن عبدالله الباروني فقد صار بعد حرب طرابلس الغرب وزيرا في مجلس الأعيان باستانبول، وفي مكاتبة هذا الرجل والتعرف إليه والى الدولة العثمانية بواسطته سياسة معتبرة النفع عظيمة الفائدة، وهذا رأي توجه لي وأراه ضروريا لازما لسياستكم، وقصركم النظر على إقامة الشعائر الدينية في مملكتكم فقط دون النظر في سياسة الدين والإكثار من الصديق أمر يحتاج إلى النظر. ثم ان في الهند جمعيات دينية إسلامية سياستها حياطة الإسلام، فإن رأيتم _____________________________ 1 ـ هو العلامة ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني، مجتهد مطلق، وشاعر فحل حتى لقب بعالم الشعراء وشاعر العلماء، وأديب وصحفي، عني بأمر الوحدة الإسلامية ودعا إليها، وكان قاضي قضاة المسلمين بشرق أفريقيا، لـه العديد من المؤلفات، ولد 1273 هـ بعمان، وتوفي 1329 بزنجبار.