ـ(208)ـ عبده، الذي كانت لـه محاولات جادة وملموسة في العمل من أجل التقريب والتفاهم بين المذاهب الإسلامية. وقد تطورت تلك المحاولات الفردية إلى عمل جماعي، وقد تبنى هذه الفكرة نخبة من علماء الأمة الإسلامية(1). وفي غمرة الصحوة الإسلامية واسترجاع الذاتية الإيمانية للمسلمين في هذا العصر كانت هناك مرحلة عظيمة انفرد بها الاباضية وهي إعادة الإمامة الإسلامية العادلة، وذلك بقيام إمامة سالم بن راشد الخروصي ثم بعده الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، هذا الانتصار الإسلامي للاباضية بقيام إمامتهم لم ينسهم أمر الوحدة الإسلامية والالتقاء مع إخوانهم المسلمين، فقد عمل أقطاب الاباضية على تشجيع الوحدة الإسلامية والانفتاح الأخوي مع إخوانهم المسلمين. فكان في عُمان العلامة الإمام نور الدين السالمي وتلاميذه الإمام سالم بن راشد الخروصي (2) والإمام محمد ابن عبدالله الخليلي وقيادة الأمة عموما، وفي شرق أفريقيا العلامة الكبير ناصر بن سالم الرواحي، وفي ليبيا المجاهد الكبير سليمان باشا الباروني، وفي الجزائر القطب محمد بن يوسف اطفيش، عمل هؤلاء العظماء على دراسة أوضاع الأمة الإسلامية، وخرجوا بحقيقة مفادها انه لابد من توحد الأمة الإسلامية، واطلاع العالم الإسلامي على الإمامة العادلة في عمان رجاء ان يلتف المسلمون حولها مناصرين لها، ومن هناك تنبثق العزة الإسلامية لتحيي نفوس المؤمنين لتجابه الاستعمار البغيض. _________________________ 1 ـ جهود العلماء المصلحين، ص 79 ـ 80. 2 ـ هذا الإمام العدل سالم بن راشد بن سليمان الخروصي، بويع بالإمامة 1331 هـ واستشهد 1338، كان رضيا محبوبا من رعيته، وحّد الشعب العماني وقارع الاستعمار الإنجليزي.