ـ(207)ـ نقول ان في الأمر متسعاً، فيمكن ان نطلق على كل مذهب الألقاب والأسماء المقبولة عند أصحابه، وان نعطيها المعاني التي تحملها عندهم، تاركين المعاني القبيحة التي ألصقت بها من خصومهم. الجامعة الإسلامية بعد الحديث عن التسامح والمرونة والمطالبة بإلغاء الألقاب المذهبية يستدعينا الأمر الحديث عن الجامعة الإسلامية، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الجامعة الإسلامية فكرة تحلق في عالم الخيال؟ وهل هي من المثل التي تعشش في عقول الفلاسفة؟ وخاصة بعد العديد من المحاولات التي قام بها رجال الصحوة الإسلامية، وبعد مرور عدة عقود من المناداة بها، تقلبت الأمة خلالها في لظى الفرقة المحرقة، واكتوت بنار التعصب الملتهبة، هل يمكن ان تكون الجامعة الإسلامية حقيقة واقعة؟ وإذا كان في الإسلام ـ بتوجيهاته السامية ودلائله النيرة ـ مما يهييء القاعدة المتينة لقيام هذه الجامعة؛ فهل المسلمون مستعدون لذلك؟ وهل القيادة الإسلامية وضعت في برامجها هذه الجامعة، وهل خطت خطوات عملية في هذا الجانب؟ أسئلة تتدافع في الذهن، وقد اجبنا على بعضها ونقول في الآخر: إن بإشراقة الصحوة الإسلامية تعالت الأصوات بالوحدة الإسلامية، وتنادت الأفكار بقيام الجامعة الإسلامية، وأخذ عقلاء الأمة يتحركون في أنحاء الأمة وبين شعوبها داعين إلى الوحدة والى قيام جامعة وثيقة بينهم. لقد كانت أولى المحاولات بين المذاهب الإسلامية هي محاولات فردية قام بها الأستاذ المصلح جمال الدين الأفغاني ثم سار على ذلك النهج الشيخ محمد