ـ(204)ـ بالمسميات الشرعية، انها تدعوا إلى الوحدة والاعتصام بالله تعالى، في حين يدعو غيرها إلى الاختلاف والضياع، فهل نطلب الهدى بعد ذلك في غير هذه الآيات المحكمة؟ كلا؛ والله. ومرة أخرى نطرح مشروعا للوحدة الإسلامية وهو إلغاء هذه الألقاب، ولكل إنسان ان يطلع على ما عند الآخرين، وقد زوده الله تعالى بالعقل السليم وبوجود الكتاب العزيز والسنة المطهرة بين يديه ليرتوي من مناهلها الحق ويفند بآلتها الباطل. ونذكر من علماء المذهب الاباضي ممن نادى بإلغاء الألقاب المذهبية: ـ الإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي ونص كلامه: (وجمع الأمة بعد تشعب الخلاف ممكن عقلا مستحيل عادة، وإذا أراد الله أمرا كان ?وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ?(1) والساعي في الجمع مصلح لا محالة، وأقرب الطرق لـه ان يدعو الناس إلى ترك الألقاب المذهبية، ويحثهم على التسمي بالإسلام، فإن الدين عند الله الإسلام، فإذا أجاب الناس إلى هذه الخصلة العظيمة ذهبت عنهم العصبية المذهبية)(2). ـ الإمام العدل محمد بن عبدالله الخليلي(3) ونص كلامه: (ومن الأمر بالمعروف السعي في توحيد كلمة المسلمين، وفي إلغاء _____________________________ 1 ـ سورة الأنفال: 63. 2 ـ العقد الثمين، عبدالله بن حميد السالمي، ج 1، ص 126 ـ 127، الطبعة الأولى. 3 ـ الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، إمام عدل بويع بالإمامة 1338 هـ ، عالم مجتهد مطلق، لم يترك كثيرا من المؤلفات لاشتغاله بمهام الدولة الإسلامية، كان محبوبا من رعيته، توفي 1373 هـ .