ـ(203)ـ إلغاء الألقاب المذهبية: تندرج الألقاب المذهبية في قائمة الألفاظ التي تحول عن الوحدة الإسلامية، وتأتي خطورة هذه الألقاب من كونها حملت من أصحابها كل معاني الإجلال والافتخار، في حين الصق بها الآخرون كل معاني الحقارة والبعد عن الدين، وأخذ كل فريق يشد من طرف مقطّعين بذلك أوصال الأمة. وتشبثت الفرق بهذه الألقاب ـ التي لم ينزل بها من سلطان ـ وكأن الدين جاء بها، فليس من مسميات الإسلام: الاباضية والشيعة والأشعرية والزيدية والمالكية، والشافعية والأحناف والحنابلة، ولا غيرها من المسميات، بل المسميات التي جاءت بها الشريعة: الدين والإيمان والإسلام، فخاطب الله تعالى اتباع هذه الملة السمحاء (بالمؤمنين) و(الذين آمنوا) وقال تعالى مؤكدا على هذه الحقيقة ومنبها إلى خطورة التفرق في الدين: ? شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا...?(1) ويقول سبحانه وتعالى: ?وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ?(2) ويقول عز من قائل: ?وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ?(3). هذه نظرة الإسلام الحكيمة ـ لأنها نزلت من حكيم خبير ـ في الالتزام ________________________ 1 ـ سورة الشورى: 13. 2 ـ سورة آل عمران: 85. 3 ـ سورة الحج: 78.