ـ(201)ـ فما رأيته من التحرير___ في كتب التوحيد والتقرير رد مسائل وحل شبه___ جاء بها من ضـل للمنتبه قمنا نردها ونبدي الحقا___ بجهدنا كي لا يضل الخلقا لو سكتوا عنا سكتنا عنهم___ ونكت في منهم ان يسلموا(1). وعلى هذه القاعدة بنى الاباضية حكمهم على طوائف الأمة التي زاغت عن الحق وجانبت الحقيقة في معتقداتها، فكانوا أشد احتياطا من إخراج أحد منهم من الملة بسبب معتقده ما دام مبنيا على تأويل نص شرعي، وان لم يكن لتأويله أساس من الصحة ولا حظ من الصواب، ومن هنا اشتد إنكار الإمام الاباضي الكبير محبوب بن الرحيل ـ رحمه الله تعالى ـ على هارون اليماني الذي حكم بشرك المشبهة وخروجهم من الملة، وانشأ محبوب في ذلك رسالتين جامعتين ضمنهما حججه الداحضة لرأي هارون، وجه إحداهما إلى اباضية عمان، وثانيتها إلى اباضية حضرموت(2) وأطبق الرأي الاباضي على تصويبه وتخطئة هارون. وسئل المحقق الخليلي ـ رضوان الله عليه ـ عن حكم هؤلاء المشبهة، هل هم مشركون؟ فكان جوابه لسائله:(إياك ثم إياك ان تعجل بالحكم على أهل القبلة بالإشراك من قبل معرفة بأصوله، فإنه موضوع الهلاك والإهلاك)(3)(4). ____________________________ 1 ـ كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة، عبدالله بن حميد السالمي، ص 25، المطابع العالمية، سلطنة عمان. 2 ـ السير والجوابات، لعلماء وأئمة عمان، ج 1، ص 276 ـ 324، ط وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان، 1406 هـ - 1986 م. 3 ـ تمهيد قواعد الإيمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام والأديان، سعيد بن خلفان بن احمد الخليلي، ج 1 ص 224، ط وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان، 1407 هـ - 1986 م. 4 ـ الحق الدامغ ، ص 10 ـ 12.