ـ(175)ـ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ?(1). 5 ـ والتي تعني رجوع الناس إلى فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها وفق سنن الله تعالى الكونية، وإرشاداتها العظيمة التي جاء بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولا يكون هذا إلا بالعمل بالكتاب والسنة، وكل إنسان مطالب بالرجوع إلى الحق، ومصلحة الشرع مقدمة على هوى النفس، لأن في مصلحة الشرع مصلحة النفس، وفي هوى النفس مضرتها. 6 ـ والتي تصحح مسير الناس ليفلحوا في مصيرهم، إذ ثبت من الواقع ان الناس على مدى التاريخ البشري تنزع إلى الابتعاد عن منهج الله تعالى، ولذلك يجب قودهم إلى الحق بالتي هي احسن، ولا يكون ذلك إلا بوجود المؤسسات القادرة على ذلك والضالعة بشؤون إصلاح المجتمعات والأفراد، وبالتعاون بين المؤمنين في إرجاع الناس إلى جادة الصواب، ولذلك كانت الدعوة مطلبا شرعيا واجبا على كل مؤمن ومؤمنة، يقول الحق جل وعلا: ?وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(2). ويقول سبحانه ? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ?(3). تشخيص الواقع في السنة النبوية هذا معنى الواقعية في التصور الإسلامي، إلا ان الواقع غير ذلك، فأثره على ______________________ 1 ـ سورة الحديد: 7. 2 ـ سورة آل عمران: 104. 3 ـ سورة التوبة: 71.