ـ(169)ـ ? وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ?(1) وجب القول، أي حتما وقع؛ ومنه قولـه تعالى: ?إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ _ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ?(2). يقول ابن منظور في اللسان: وقع السيف ووقعته ووقوعه: هبته ونزوله بالضربة. ووقع به ما كره، يقع ووقوعا ووقيعة: نزل. وأوقع ظنه على الشيء ووقعه؛ كلاهما: قدره وأنزله. ووقع بالأمر: أحدثه وأنزله. ووقع القول والحكم إذا وجب، ومنه قولـه تعالى: ?وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ?(3). وقال عز وجل:(ولما وقع عليهم الرجز)(4) معناه أصابهم ونزل بهم(5). وحتى تتضح حقيقة كل أمر لابد من الرجوع إلى أربابه، فماذا يقولون عن الواقعية الإسلامية؟ من الطبيعي أن نبدأ بتعريف أبي المنهج الإسلامي المعاصر الشهيد سيد قطب وخاصة ان من جاء بعده كان عالة عليه في هذا الموضوع. يعطي سيد قطب الواقعية مدلولين، ويتكلم عنهما داخل إطار التصور الإسلامي فيقول: ______________________________ 1 ـ سورة النمل: 85. 2 ـ سورة الواقعة: 1 ـ 2. 3 ـ سورة النمل: 82. 4 ـ سورة الأعراف: 134. 5 ـ لسان العرب، محمد بن مكرم بن علي ابن منظور، مادة «وقع»، ط دار أحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت، لبنان، 1416 هـ ـ 1996 م.